fbpx

يدعى القسم الرقيق الذي يفصل تجويف الأنف إلى مقطعين, اليمين واليسار, باسم الحاجز الأنفي. الحاجز الأنفي, الذي يتكون من الغضروف وهيكل عظمي رفيع , لا يتمركز في الوسط عادة. قد يكون أحد الممرات الأنفية أكبر قليلاً من الآخر. نسبة حدوث انحراف الحاجز الأنفي عند البشر حوالي 80 ٪. وبالرغم من ذلك, فإن الانحراف الطفيف عن خط الوسط لا يسبب أية شكاوى ولا يسبب مشكلة صحية خطيرة. ولكن إذا كان انحناء الحاجز الأنفي شديداً, فإنه يتسبب في إغلاق ممر الأنف ويمنع تدفق الهواء ويجعل عملية التنفس صعبة.

أسباب انحراف الحاجز الأنفي

قد يحدث انحراف في الحاجز الأنفي عند الولادة (قد يولد الأطفال مع وجود انحراف بالحاجز الأنفي بسبب إنحناء الحاجز أثناء نمو الجنين في الرحم) أو قد يحدث نتيجة لصدمة في مرحلة الطفولة أو البلوغ (أثناء الولادة, السقوط, الإصابات الرياضية, حوادث المرور) ويمكن أيضاً أن يكون نتيجة انحراف خفيف يزداد بسبب الشيخوخة الطبيعية.

ما هي أعراض انحراف الحاجز الأنفي؟

بعض انحرافات الحاجز الأنفي (بدون إنحناء خطير, عدم انسداد الممر الهوائي في الأنف) لا تسبب شكوى وحتى لا يدري الشخص بأن لديه انحراف في الحاجز الأنفي. ولكن الشكوى الأكثر شيوعاً للمرضى الذين يعانون من إنحناء حاد في انحراف الحاجز هي صعوبة التنفس عن طريق الأنف. يمكن أن يكون هذا الانسداد من طرف واحد أو اثنين معاً أو في بعض الأحيان يكون الانسداد بنوعين مختلفين في اليمين وفي اليسار. إن الذين يعانون من انحراف خفيف يعانون من شدة متزايدة من أعراض التهاب الجهاز التنفسي العلوي عند الإصابة ويشعرون باحتقان الأنف أكثر من أولئك الذين ليس لديهم انحراف. بالإضافة إلى ذلك, الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الأنفية واحتقان الأنف بسبب الحساسية تزداد لديهم احتقان الأنف عند الإصابة بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي. بالإضافة إلى احتقان الأنف بسبب انحراف الحاجز الأنفي له أعراض مختلفة مثل النوم والفم مفتوح, جفاف البلعوم, التهاب البلعوم والتهاب الجيوب الأنفية المتكررة, عدوى أشد وطويلة الأمد, أحيانًا الألم في الوجه, الصداع, سيلان الأنف, الشخير , قلة النوم (الاستيقاظ بشكل متعب), التنفس بصوت عالٍ أثناء النوم ورائحة الفم الكريهة. باختصار, إن انحراف الحاجز الأنفي الذي يتطلب العلاج يؤدي إلى تدني نوعية الحياة وأداء العمل لدى البشر ومشاكل صحية عديدة.

التشخيص

بعد أن يستمع الطبيب الأخصائي في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والرقبة إلى الشكاوي والتوصل إلى المعلومات اللازمة يمكنه فحص الأنف بمساعدة أداة خاصة والضوء الذي يساعده في رؤية داخل الأنف. من خلال الفحص يتم الحصول على معلومات حول بنية الحاجز الأنفي, ودرجة الانحناء, وحالة اللحم الأنفي والغشاء المخاطي للأنف. تستخدم أدوات التنظير ونظام الكاميرا لفحص هياكل النفق الأنفي والجدار الجانبي والتوربينات بمزيد من التفاصيل. هذه الإجراءات جزء من الفحص الأنفي الروتيني وهي مريحة وضمن فترة قصيرة وغير مؤلمة. قضية أخرى مهمة يجب مراعاتها عند الفحص وهي مشاكل صمام الأنف. يوجد مشاكل في صمامات الأنف بنسبة حوالي 15-20 ٪ من المرضى الذين يعانون من مشاكل في التنفس عن طريق الأنف, وغالباً لا ينتبهون إليه أثناء الفحص. في الواقع, عندما يتم فحص المرضى الذين لا يزالون يعانون من مشاكل بعد إجراء عملية جراحية لتجميل الحاجز, يمكن غالباً مشاهدة مشاكل في صمام الأنف بالإضافة إلى الانحراف. إذا كان نمو البنية التشريحية للسقف الأنفي والجدار الجانبي تضيق نفق الأنف, و إذا كانت أجنحة الأنف تنهار أثناء التنفس, فهناك تضيق في صمام الأنف. عندما يتم سحب جناح الأنف وتمديده نحو الخارج أو إجراء تطبيقات تدعم الطرف الأنفي (عند إبعاد الجدار الجانبي للأنف من الحاجز), يعبر المريض بأنه يتنفس بسهولة.

المعالجة

يوصى بعد الفحص بالعلاج الطبي باستخدام بخاخات مزيلة للاحتقان, بخاخات الستيرويد الأنفية ومضادات الهستامين إذا كان المريض لديه احتقان بالأنف وانحراف طفيف مصحوباً بالحساسية أو نمو اللحم الأنفي (تضخم كونشا) أو أورام البوليب. يجب أن يكون المعالجة الجراحية دائماً هو الخيار الأخير. يوصى بإجراء الجراحة إذا لم يكن هناك استجابة من العلاج أو إذا كانت خلاصة الفحص الأولي أن الأعراض ناتجة عن انحراف الحاجز. علاج انحراف الحاجز الأنفي يكون جراحياً وليس هناك علاج بالأدوية. يتم إجراء عملية جراحية تسمى عملية تجميل الحاجز.

إن عملية تجميل الحاجز هي عملية تجرى تحت التخدير العام (مغلقة), وتستمر لمدة 30 إلى 40 دقيقة تقريباً, حيث يتم تصحيح الغضروف المنحني والعظام في الأنف بشكل دائم. بالإضافة إلى انحراف الحاجز, عادة ما يكون هناك نمو (تضخم كونشا السفلية) في اللحم الأنفي على الجدار الجانبي للأنف, والذي يتم معالجته أيضاً في العملية نفسها. إذا كان هناك تضيق في صمام الأنف (تضيق سقف الأنف, انهيار أجنحة الأنف) فيتم إجراء العمليات الجراحية لدعم جدار جانبي الأنف في الوقت نفسه. إذا كانت هناك أمراض مثل التهاب الجيوب الأنفية المزمنة وأورام البوليب الأنفية, يتم إجراء جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار أثناء العملية نفسها ويتم إجراء جميع المعالجات اللازمة لصحة الأنف في الجلسة نفسها.إذا كان الإجراء الذي تم تنفيذه في عملية الحاجز بسيطاً, فلا يتم استخدام أي سدادات, وإذا كان الإجراء أكثر تعقيداً, يتم استخدام أنابيب السيليكون التي تدعم القسم الأوسط لعدة أيام وتتيح التنفس أيضاً. هذه السيليكونات, التي تعمل بمثابة سدادات بعد العملية الجراحية, مريحة للمريض ولا تسبب الألم عند أخذها. بعد الجراحة لا يكون هناك شكاوى مثل الألم, التورم, كدمات تحت العينين, حيث يتم إرسال المرضى إلى المنزل حسب الرغبة.

عادة يتم دعوة المريض إلى مراجعة الطبيب بعد 2-3 يوم حيث يتم تضميد الجروح داخل الأنف ويتم إزالة السدادة في حالة تواجدها ويمكن للمريض أن يعود إلى الحياة الطبيعية في حوالي 5 أيام, ويمكن ممارسة الرياضة بعد حوالي أسبوعين.